محسن مرزوق: ''نحن نرقص على حافة الهاوية.. وهذه نصيحتي للشاهد''
حذّر الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق من امكانية اندلاع مشاكل اجتماعية أخرى على غرار ما تعيشه جزيرة قرقنة منذ أشهر عدة، في حال لم تتدخل الدولة.
وقال مرزوق انّه توجد اشكاليات في تطبيق القانون على المستوى الجهوي، متابعا بأنّ الوقت قد حان للقطع مع الخطاب الشعبوي الذي كان سائدا خلال الأربع سنوات الماضية، وفق تعبيره.
واعتبر أنّه ''مهما كانت مطالب المحتجين شرعية فلا يجب أن تكون ضد الأمن والدولة وضد تطبيق القانون''. وعبّر عن ادانته لما حصل في قرقنة في علاقة بملف بتروفاك، وقال ''أنا أدين ما حصل في قرقنة وأدعو جميع الأطراف إلى الإدانة ...ونحن نرقص على حافة الهاوية''، حسب تعبيره، متسائلا '' ما معنى أنّ شبرا من التراب التونسي لا يرفع فيه العلم التونسي''، في اشارة إلى اغلاق مراكز الأمن وغياب سلطة الدولة.
وبالعودة إلى مشكلة بتروفاك، أشار إلى وجود اشكال متعلق بقائمة المنتفعين بالمبالغ المرصودة من قبل بتروفاك وآليات الإنتفاع بها معتبرا أنّ هناك نقص في الشفافية وشبهات فساد في الملف.
وقال إنّ ما وصلنا اليه كارثة، وتابع ''ما هي الرسالة التي سنقدمها للمشاركين في منتتدى الإستثمار بعد اقفال شركة كبرى على غرار بتروفاك؟''.
وأبدى مرزوق معارضته لتخصيص نسب من الأرباح للثروات النفطية في الجهة لمتساكنيها وهو الموقف نفسه بالنسبة لباقي الثروات في الجهات الأخرى. وقال في هذا السياق '' تخصيص نسب من الأرباح للثروات هو كلام خاطئ ولا يجب أن ننساق وراء ذلك (...) فنحن وطن واحد''.
وأقرّ بوجود مشاكل في قرقنة على غرار العديد من جهات البلاد، مشيرا في المقابل إلى أنّ ذلك لا يبرّر المطالبة بتخصيص نسبة من الأرباح لثروات الجهة.
ودعا الحكومة إلى مصارحة الناس وإلى ضرورة الحوار، مبديا معارضته إلى استعمال القوة مع ضرورة الحرص على تطبيق القانون، وفق تصريحه. وأشار إلى ضرورة أن تثبت الحكومة عمليا محاربة الفاسدين والفساد ليكون ما أعلنت عنه في السابق واقعا ملموسا.
وقال إنّ مساندة حزبه للحكومة ليست مطلقة بل مشروطة بما تعهّدت به من تطبيق للقانون ومكافحة الفساد، محذّرا بأنّه ''اذا لم نتحسس نتائجا فموقفنا سيتغيّر''. وتابع قائلا ''ما سيحولنا للمعارضة هو عدم التقدم في تحقيق التنمية وحل مشاكل التشغيل والمشاكل الإجتماعية''.
نصيحتي ليوسف الشاهد
وفي سياق آخر قال ضيف ميدي بأنّه نصح رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعدم قبول مقترح نداء تونس برئاسة الهيئة السياسية للحزب معبّرا عن أمله في أن يستفيد من النصيحة.
وتوجّه له بالقول ''الباب الي يجيك منو الريح سدو واستريح''، معتبرا أنّ الصراع داخل نداء تونس سيأثّر على سمعته. وشدّد في المقابل على ضرورة أن ينطلق في تطبيق اتفاق قرطاج.
وذكّر بأسباب تحفّظ حزبه في البداية بشأن ترشيح يوسف الشاهد للحكومة والذي يعود أساسا لمخاوفه من أن يتم ''تصدير مشاكل الحزب للحكومة''، حسب تعبيره.
وقال انّ حزبه سيعمل كل جهده لإعانة يوسف الشاهد في حل المشاكل الإجتماعية، في ردّ على منتقديه الذين يرون بأن محسن مرزوق لا يتمنى للشاهد النجاح حتى لا يغلق أمامه الطريق للوصول إلى الحكم.